على من يرتقي في سلم القيادة والتربع على قمة الهرم فيها عليه أن يكون قد تعلم من الخطابة و الإلقاء و اللباقة و تعلم وسائل الإقناع لغرض طرح افكاره و مقترحاته و خططه المستقبلية بطريقة منطقية و وفق اسلوب علمي.
لأن محصلة ذلك يؤدي الى اقناع الملتقي و تقبله لتلك الأفكار و الطروحات من خلال ايصالها بشكل سلس و سهل دقيق .
اما اذا كان طرحه غير موضوعي و لا يمت للواقع بصلة و بشكل مبعثر و غير منظم فإنه يشتت اذهان الحضور و يولد السأم و الملل لديهم و هذا ما جرى في خطاب السيد القائد و بعد فترة طويلة من غيابه عن الساحة و قواعده الجماهيرية و لقائه بهم لأول مرة نرى خطابه كان عبارةى عن كلمات متقاطعة لا توجد فيها ما يوحي بأن الرجل صاحب قيادة او يمتلك أي معرفة فكان خطابه عبارات و مصطلحات مبهمة تفتقر الى الإطار التحليلي و الأهداف المحددة و المعرفة بشكل واضح ظهر كأنه رادود مبتدئ يرتقي المنبر للمرة الأولى و شعاراته و هتافاته التي يطلقها بين الأسطر كانت ببساطة مزايدة لكسب مواقف على حساب الأطراف المنافسة الأخرى و تبرير لأفعال اقترفها تياراه في الفترة السابقة .
و يعكس من خلال خطابه بأنهم الى اليوم لم يمتلكوا أية رؤية او برنامج و كل ما يملكوه آمل في الوصول الى السلطة و الحصول على مناصب اكثر بمساعدة أي طرف يكون متوفراً لفعل ذلك حتى و ان كان اعداء الأمس ....!!
فكان خطابه غير مترابط و لم يكن فيه عبارات و جمل مفيدة و كافية حول مبادئه و اهدافه تعبر عن الإتجاه الحقيقي لسياسة التيار المستقبلية و خططه بعيداً عن الإجترار و الشجب الروتيني للصهيونية و أمريكا تلك الشعارات الخاوية التي يخفي حقيقته ورائها حاله حال بعض التيارات الفارغة من المحتوى و الفكر همها الوحيد الوصول للسلطة السياسية و يتمسك قادتها و اعضائها بأية لافتة عقائدية يشعروا بأنها تلائم اهدافها بشكل افضل .