الحرية كلمة تصدح دائما في صمت الجدران التي تطبق ظلما على اهلها ,وهي سيف من حرف يسل في وجه الطغاة ليعلن تأييده للعدل ويعمل على نشر حالة عادلة تذهب بالظلم ادراج الرياح, وعندنا الحسين عليه السلام افضل مثال يرفع كلمة الحرية شعارا ويستشهد من اجله هو وعياله واهل بيته وصحبه الاخيار الشجعان الذين رأوا بالحسين عليه السلام هو الرمز وهو المصداق الحق الذي يليق بكلمة الحرية وتطبيقها, وبقي الحسين ولا يزال رمزا لكل من ينتهج نهجا قويما يبتغي التغيير ويسعى الى تخليص افواه مؤمنة من تكميم الظالمين, وليس فقط كلمة الحرية والحسين كانت حكرا على الثائرين والمؤمنين ولكن كان للمنتفعين والكاذبين والظالمين ايضا استغلالا لهذه العناوين العظيمة والذي يفضح هؤلاء الكاذبين والمنحرفين عن النهج الحسيني الاصيل هو عدم جدوى ادعاءآتهم وعدم جدية رفع هذه الشعارات وهم لم يتركوا اثرا يدل على مصداقيتهم في تبنيها الى جانب افعالهم التي تعكس الحالة الحقيقية من تبينهم لنهج مخالف لما جهر به الحسين عليه السلام واستشهد من اجله. ونحن نرى هذه الايام في القنوات الفضائية الشيعية العراقية الكثير من المجالس الحسينية وخطباء المنابر التي تصدح اصواتهم بالنعي والبكاء على الحسين واهل بيته الكرام ولم نرى من هؤلاء البكائون ولا المتكلمون فعلا واحدا يحاكي حقيقة ما اعطى الحسين من اجله الدماء والاهل والصحبة الكرام؟, ونرى ان جهة حكومية مثل التيار الصدري وقائده مقتدى يتبنى بعض هذه المجالس التي تبث مباشر على الهواء وهم يرفعون صور مقتدى وكأن العزاء له وانه يمثل امتدادا لنهج الحسين المقدس والشريف !,
فهل يعد فعلا مقتدى امتدادا للحسين ويستحق ان يعزى بمصاب الحسين عليه السلام؟
وهل كان من الحسين ما كان من مقتدى واتباعه من القتلة والسارقين والناهبين لأموال العراقيين عندما كانوا يغزون البيوت ويهجرون ذويها وينهبون مالهم ويفجرون بيوتهم؟ وهل كان للحسين فتوى تشبه فتوى مقتدى في استباحته لأموال العراق والعراقيين له ولأتباعه وكأنها ملكا لهم؟
وبالمقابل,لو تنزلنا عن كل ما سبق من قول, ونسأل مقتدى وتياره: هل الحكومة ورجالها ممن يتحكمون بأموال العراقيين وارواحهم ومستقبلهم تمثل الحسين عليه السلام؟ فسكت عن الجهر كالحسين بوجه الظالمين لأنهم لا يعدوا ظالمين؟؟؟
وان كان ذاك هو رأيه فهو اقرب ليزيد ودا من الحسين ومنهجه العادل وهل تمثل الحكومة اليوم حكومة اسلامية حقة فسكت عنها مقتدى الذي يرفع شعار الثأر للحسين وشعار المجاهدين؟
فعلا لا استطيع ان اجبر نفسي على ان اتبنى مثل ما يتجه له مقتدى واتباعه من تبرئة انفسهم وتبرئة الحكومة الحالية وما كان قبلها من الافعال التي تنافي الحرية والعدل والمساواة ,اعتقد جازما ان مقتدى وتستر تحت عباءة الحسين وشعائره المقدسة لدس السموم وايهام الناس البسطاء من خلال المتكلمين وارباب المنابر الذين يختارهم لكي يحسن صورته السوداء بالجرائم والفضائع والنزوات وهذا الفعل يذكرني بالمأمون العباسي عندما تحابى بالتقرب من الامام الرضا عليه السلام لإيهام العامة ان الرضا وهو من منبع واحد والحقيقة ان مقتدى والمأمون العباسي في خانة واحدة من الكاذبين والمنتفعين من دم اهل البيت الاطهار الذين حاشا لهم ان يرتضوا بالظالمين أقرانا وتباع.