من الواضح، اليوم، في الأخبار المتواترة في شوارع القاهرة وصولا إلى الشاشات التلفزيونية في آخر بقعة من الكرة الأرضية بأن رحيل الدكتاتور المصري حسني مبارك أصبح وشيكا ، مطرودا هو وعائلته من عرش السلطة ، التي سكن فيها وعلى ظهرها أكثر من 30 عاما وهي أطول فترة حاكمة في تاريخ البشرية المعاصرة.
بشكل غير عرضي صار محمد حسني مبارك منذ أكثر من عام شخصية مهمة بأنظار قادة العراق الجدد، الذين كانوا يتوسلون به وبعمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية وبذل الجهود الاقناعية، لكي يقوم الدكتاتور حسني مبارك بتشريف بغداد والسير على سجادة حمراء من مطار بغداد حتى قاعة المؤتمرات في المنطقة الخضراء بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية في آذار القادم..!
كان نوري المالكي يتوسل بالرئيس مبارك بمناسبة ومن دون مناسبة،
كان فخامة الرئيس جلال الطالباني يرجو من الرئيس المصري ويصيغ خطابا ذليلا لإقناعه بمناسبة ومن دونها،
كان أياد علاوي يروح ويجيء ويدور حول العبيد والأرقاء المحيطين بالدكتاتور حسني مبارك طالبا منهم المباركة،
كان هوشيار زيباري وزير الخارجية قد اخضع قرابة مليار دولار من أموال الشعب العراقي المسكين بموافقة وتشجيع نوري المالكي وبتصرف من أمين بغداد والحرامية فيها لتعمير الفنادق والشوارع لكي يدنسها القادة العرب من أمثال حسني مبارك وأبو تفليقة وعمر البشير واليمني عبد الله صالح وبشار الأسد وغيرهم، الذين تطوقهم الآن حناجر الشعوب العربية مطالبة برحيلهم ومحاكمتهم .
إمكانية عقد مؤتمر القمة العربية صارت محدودة فأن مفكري المؤتمر والمنتفعين منه من أمثال المالكي والطالباني وعلاوي وعمار الحكيم وإبراهيم الجعفري وطارق الهاشمي وصالح المطلق وغيرهم هم الآن في لحظة لا يحسدون عليها لأنهم اعتمدوا على حكام محاصرين جميعا في قصورهم يرتجفون خوفا من شعوبهم يرتبون تحضير طائرات تنقلهم ليس لمؤتمر القمة ببغداد ، بل إلى بلدان اللجوء..!
نصيحة لكل الحكام العراقيين: كفاكم مذلة التبعية إلى الآخرين..
لا مستقبل لأي حاكم مخلص غير الانتماء انتماء مطلقا إلى شعبه فهو منبع القوة الحقيقية والسلام الحقيقي والعدالة الحقيقية.
كل الفاسدين من الحكام العرب وغير العرب هم وأقرباءهم وأصدقاءهم وزملاءهم وعملاءهم إلى زوال .. خامنئي إلى زوال واحمدي نجاد إلى زوال واوباما إلى زوال وأردوكان إلى زوال. كل الحكام الظالمين إلى زوال.
لن يبقى خالدا غير الشعب والطائعين لصوته.
كل الأموال التي تنهبونها وتأخذونها بغير حق ستعود إلى الشعب مهما فعلتم ومهما تحايلتم ومهما تجبرتم، لكم من زين العابدين بن علي عبرة لمن يعتبر..!
الدم الفوار يغلي الآن في شرايين الشباب العراقي لأنهم يجدون أنفسهم في هذه اللحظة التاريخية مقهورين بدهر الظلام اللاهوتي.
لكن... أصل كل التغيير السياسي هو الحركة والهتاف. بهما ينتصر الحق دائما، وبهما العدل ينتصر في آخر المطاف.
الشباب العراقي ليسوا اقل وطنية من أبناء تونس الخضراء ومصر البهية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام:
• كل شيء يتغير .. هل يفهم حكام المنطقة الخضراء ضرورة عدم فرش السجادة الحمراء في بغداد لاستقبال الدكتاتوريين الساقطين..!؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ