صفقة فساد كبيرة تشيب لها الرؤس وتشرئب لها أعناق اليتامى والثكالى والأرامل.. أكثر من 1.7 مليار دولار قيمة الصفقة في عقدين لوزارة الكهرباء العراقية مع شركتين وهميتين، إحداهما كندية والأخرى ألمانية.. ليس هذا فحسب إذ أن هناك حديثا عن فساد في جميع وزارات الدولة يصفه عضو في لجنة النزاهة في البرلمان بأنه الأوسع والأكبر في تاريخ العراق حيث إنه بلغ ما نسبته 99% في جميع مفاصل الحكومة العراقية!!..
قيل إنه تم إنشاء هيئة للنزاهة بعد الغزو الأمريكي عام 2004، كما أن هناك هيئة للنزاهة في البرلمان العراقي، ويوجد مفتش عام في كل وزارة لمتابعة شؤون الفساد، ومع ذلك نسبة الفساد 99%!!.. حجم الفساد بلغ من السوء والتعقيد جعل لجنة النزاهة في البرلمان أن تستعين بخبراء أجانب متخصصين لفك طلاسم التلاعب بالعقود!!.
حتما ستضاف لسعادة القوات الأمريكية بسماع أخبار الانفجارات التي تعمل الميديا الأمريكية ربما على تضخيمها سعادة أخرى بأخبار الفساد حتى يقال إن الوجود العسكري الأمريكي في العراق له دواعيه الأمنية فيتحسر العراقيون على أيام القوات الأمريكية!!، بيد أن خروج القوات الأمريكية في العام 2009م كان أشبه بالتمثيلية.. كانت العملية أكبر عملية خداع تمارسها الولايات المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية على الشعب العراقي.. كان في حقيقة الأمر إعادة انتشار لتلك القوات، حيث شمل المدن فقط!!، والانسحاب الحقيقي، لا الشكلي، أو الجزئي، لابد وأن يشمل العراق بأكمله.. وكان للحكومة العراقية نصيب في استكمال تلك التمثيلية عندما دعت العراقيين للاحتفال بيوم الثلاثين من يونيو باعتباره يوما لـ (السيادة).. بالطبع استقبل العراقيون ذلك بردود فعل حذرة، ومشوبة بقلق وخوف في عموم محافظات العراق.. القلق والخوف نابع من تجارب مريرة مع احتلال أذاق العراقيين الويل لأكثر من (
سنوات عجاف، فضلا عن أن الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة التي تم بموجبها طبخ تلك المسرحية قد تضمنت بنودا سرية لا تخدم من المؤكد المصلحة العراقية.. كثيرون اعتبروا الاتفاقية مجرد تغيير لشكل هذا الوجود العسكري، بل توصيفا له من الناحية القانونية.
حقائق مفزعة بخصوص ما جناه العراق من الاحتلال الأمريكي.. إحصائيات وتقارير رسمية كانت قد بينت أن هناك مليون أرملة عراقية!
حسب إحصائية رسمية صادرة عن وزارة المرأة العراقية عام 2008م.. (4) ملايين طفل يتيم!
حسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية.. مليونان و(500) ألف شهيد!،
حسب إحصائيات وزارة الصحة العراقية والطب العدلي حتى ديسمبر 2008م.. (800) ألف مفقود!،
حسب إحصائيات الدعاوى المسجلة لدى وزارة الداخلية العراقية حتى ديسمبر 2008..
(340) ألف سجين في سجون الدولة، حسب إحصائيات مراصد حقوق الإنسان، علما بأن القوات الأمريكية كانت قد اعترفت رسميا بوجود (120) ألف سجين لديها.. (4) ملايين و(500) ألف لاجئ خارج العراق!، حسب إحصائيات مديرية الجوازات العراقية حتى نهاية ديسمبر 2008.. مليونان و(500) ألف مهاجر داخل العراق!، حسب إحصائيات وزارة الهجرة والمهاجرين والمهجرين العراقية..
(76) ألف حالة إيدز، بعدما كانت 114 حالة فقط قبل الاحتلال، حسب الإحصائيات المسجلة في وزارة الصحة العراقية.. انتشار المخدرات المستوردة في طبقة الشباب وبنسب مخيفة!، إحصائيات وزارة الصحة العراقية ومركز مكافحة المخدرات والإدمان الكحولي في وزارة الصحة العراقية.. (75%) حالات الطلاق بعد الاحتلال!، حسب إحصائيات وزارة العدل العراقية.. وقف الاعتراف بالشهادات العراقية، (منظمة اليونسكو).. (550) حزبا وكيانا سياسيا!، حسب إحصائيات مفوضية الانتخابات العراقية.. (11) ألفا و(400) منظمة مجتمع مدني!، حسب وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية..
(126) شركة أمنية تدار من أجهزة المخابرات الأجنبية مسجلة في وزارة الداخلية العراقية.. (43) ميليشيا مسلحة تابعة للأحزاب، مسجلة في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية العراقية.. (220) صحيفة ممولة من أجهزة المخابرات الأجنبية حسب نقابة الصحفيين العراقيين.. (45) قناة تلفزيونية ممولة من أجهزة المخابرات الأجنبية، إحصائيات إدارة القمر الصناعي نايل سات وعرب سات.. (67) محطة راديو ممولة من أجهزة المخابرات الأجنبية!، حسب هيئة الأعلام والترددات العراقية.. (40%) من الشعب العراقي أدنى من مستوى الفقر!،
حسب إحصائيات وزارة حقوق الإنسان العراقية.. تدمير شامل ومبرمج للبنى التحتية من قبل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة!، حسب وزارة التخطيط العراقية.. انحدار التعليم الجامعي والأساسي، (4) شبكات اتصالات لاسلكية قيمة كل شبكة (12) مليار دولار مملوكة لقادة الأحزاب.. عشرات الآلاف من الشهادات المزورة للمسؤولين والضباط والمدراء العامون وكوادر الأحزاب الذين يشغلون مناصب قيادية في الدولة، حسب إحصائيات هيئة النزاهة العراقية.. فساد كامل لهيكلية الدولة الإدارية والمالية وفي جميع المفاصل وفقا لمنظمة الشفافية العالمية. احتقان طائفي وإثني وطبقي بين مكونات الشعب العراقي وفقا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.. سيطرة التخلف على المجتمع العراقي، فبعد أن كان العراق قد محا الأمية في العام 1977 وكان الدولة الأولى بالعالم التي تمحو الأمية بالكامل حسب منظمة اليونسكو.. ألم تكن نتيجة تلك الأرقام ذلك الفساد المستعر؟!.