تطورات الملف النووي الايراني على ضوء اجتماعات جنيف

كعكة اوزيراك الصفراء التي سرقتها ايران من العراق اطلت براسها من كوة موقف ايران المتشنج من المطالب الدولية

*الاجتماعات بلا جدول اعمال ولا برنامج ولم تعد المحادثات ان كانت الا محادثات من اجل المحادثات والنتيجة فرصة زمنية جديدة للنظام الايراني للمضي قدما بخططه للتسلح النووي

*ايران تستبق الاجتماعات بالاعلان عن نتائج اول دفعة من الكعكة الصفراء ونجاد يعلن رفضه تقديم تنازلات والبيان الختامي لدول مجلس التعاون الخليجي يعرب عن تشاؤمها .

من الواضح ان ثمة ترابطا جدليا بين وقائع اجتماعات ومؤتمرات ومنتديات دول الخليج هذه الايام في بحثها الاوضاع الامنية الناجمة عن تداعيات الملف النووي الايراني ومخاوف دول الخليج من ما يمكن ان يقود اليه فضلا على سباق التسلح الذي اطلقته في المنطقة والقلق الذي يسود العالم من تطورات الملف النووي الايراني الذي تعقد على خلفيته اجتماعات الدول الست ( دول مجلس الامن الخمس زائدا المانيا ) مع ايران ويتضح ذلك جليا من محاور الجدل والنقاشات التي دارت في منتدى حوار المنامة الذي حضرته خمس وعشرون دولة من مختاف اصقاع العالم بضمنها اميركا وايران ، ومؤتمر قمة ابو ظبي الذي ضم دول مجلس التعاون الخليجي في قمتها السنوية ال 31 ، ومن الواضح ايضا ان التزامن بين هذه اللقاءات وان لم يكن مقصودا الا انه يعطي صورة ساخنة لمشهد اقليمي ودولي مفعم بالقلق والمخاوف والتهديدات المتنوعة التي يسوقها تعنت ايران في موقفها من المطالب الاقليمية والدولية في ما يخص تخصيب اليورانيوم وعموم صفحات برنامجها النووي الذي يسوده الغموض .

فقد اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم الثلاثاء اعمال الدورة ال31 للقمة الخليجية السنوية

وركز البيان الختامي لهذه القمة على ملف إيران النووي، مع مضي دول المجلس قدما في برامج الطاقة النووية السلمية، للاستخدام السلمي التي ستشكل تحديا للمنطقة خلال السنوات المقبلة، مع استخدام كافة وسائل الضغط السلمية لإخلاء منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل حفظا للأجيال القادمة. كما أكد المجلس على الهوية العربية للجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها إيران "طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى"، ومطالبتها بالتخلي عنها بالوسائل السلمية، واستخدام وسائل الضغط الممكنة، واللجوء الى محكمة العدل الدولية لإجلاء المحتل عنها مع التأكيد على علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية ودعم القضايا العربية والإسلامية والدول الصديقة، إضافة إلى إنشاء صندوق مالي في البحرين لضمان استثمارات دول الخليج، والمضي قدما في دعم الوحدة النقدية وإعلانها في منتصف العام المقبل.

ورحب المجلس بالجهود الدولية القائمة لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية والدبلوماسية، وعبر عن أمله في أن تسعى كافة الأطراف المعنية إلى التوصل إلى تسوية سياسية تبدد المخاوف والشكوك حول طبيعة هذا الملف وتحقق أمن واستقرار المنطقة وتكفل حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار الاتفاقية الدولية ذات الصلة، ووفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت إشرافها وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة دون استثناء بما فيها إسرائيل ، وناقش البيان ايضا جملة قضايا عربية اخرى في مقدمتها قضايا العراق ولبنان وفلسطين واليمن ، وعلى ضوء التهديدات التي تطرحها برامج التسلح الايرانية ، أكد المجلس على ضرورة التعاون العسكري بين دوله في مجالاته المختلفة واطلع على ما تم تنفيذه من خطوات عملية في جميع مجالات التعاون العسكري، وأقر الاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطوير قدرات قوات درع الجزيرة المشتركة والمشاريع العسكرية المشتركة، وأكد المجلس على أهمية تعزيز التعاون بين دوله في مكافحة تهريب الأسلحة الى دول المجلس، وتدارس المجلس مسيرة التنسيق والتعاون الأمني، وأعرب عن ارتياحه لما تحقق من انجازات في هذا الشأن، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مجتمعات دول المجلس وحمايتها، مؤكدا على تكثيف تبادل المعلومات بين مختلف الأجهزة الأمنية في الدول الست ومع ان هذه النقاشات تبدو وكانها نقاشات داخلية لا علاقة لها بايران الا ان المراقبين يرون فيها استجابات لدواعي تحديات التصعيد الايراني في التسلح الصاروخي بشكل خاص الذي يتهددهم مباشرة وبالتزامن مع صدور البيان الختامي لقمة ابو ضبي لدول مجلس التعاون الخليجي . عقدت في جنيف بعد توقف دام 14 شهرا احتماعات بين ايران والدول الست يومي امس الاثنين واليوم الثلاثاء السابع من كانون الاول وكما سبق ان توقعنا جرت حتى اللحظات الاخيرة دون برنامج وكان يفترض بها ان تناقش مسالة ايقاف او تجميد تخصيب اليورانيوم في ايران بينما انصرفت الى محاور اخرى هي عدم الانتشار النووي ونزع الاسلحة النووية وممارسة الانشطة النووية السلمية وتحديد موعد ومكان للقاء مقبل ؟؟وهي في تضاعيفها بعيدة كل البعد عما هو مطلوب من اجتماعات تعقد بعد 14 شهرا من الانقطاع وفر فرصة ذهبية لتقوية مركز ايران التفاوضي وسعيها المشبوه لامتلاك السلاح النووي ، وهذا هو سر قولنا انها لا تعدو ان تكون محادثات من اجل المحادثات ، ولننظر الى وقائعها للتاكد من ذلك .".

فقد استبقت إيران اجتماعات جنيف التي بدأت جلساتها يوم امس الاثنين بالإعلان عن إنتاجِ أول دفعة من مسحوق اليورانيوم المكثف، أو ما يعرف اصطلاحاً (بالكعكة الصفراء)، الذي يُستخدم في التخصيب وفي وفي هذا المجال اذكر ان ايران كانت لديها كمية لاباس بها من الكعكة الصفراء العراقية التي سرقها خبراؤها من مفاعل اوزيراك العراقي خلال احتلال بغداد وفتح ابواب المفاعل العراقي للنهب والسلب الذي شكل غطاءا ثقيلا لسرقة ايران تلك ولا احد يستطيع نفي هذا الافتراض بيقين تام وبخاصة ان اللصوص اختاروا عينات مهمة وبطريقة فنية وعلمية لا يمكن ان يقوم بها الاخبراء متخصصون وقد تركت البراميل التي كانت تحوي المادة فارغة ليسرقها الجهلة ابعادا للتهمة عنها وفعلا تمت سرقتها واستخدمت كاوعية لمياه الغسيل وتسببت في مضاعفات مرضية خطيرة بين سكان منطقة سلمان باك والزعفرانية والكائنات الحية فيها وعلى محيط منطقة قطرها اكثر من ثمانين كيلومترا حول المفاعل اوزيراك كما اكدت منظمة السلام الاخضر الدولية التي زارت المنطقة عقب انتشار اخبار فضيحة السرقة التي كنت احد الباحثين في وقوعها ونشرت تحقيقاتي الميدانية حولها في جريدة النهضة البغدادية ،في تموز من عام 2003 واجرت المنظمة فيها مسوحا اشعاعية واخرى تخصصية اكدت في حينها ارتفاع معدلات الاشعاع وما زالت هناك مناقشات عديدة حول ولادات مشوهة تمت دراسة اسبابها في مستشفى العلوية للولادات – قسم الخدج - ولكن تم التكتم على نتائج الفحوص والتحقيقات باوامر من جهات عليا ، ولم يحدث ان اشير الى سرقة النظام الايراني لهذه المادة من المفاعل المذكور. .

ولم تتوقع الدول الست، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة تحقيق انفراج مهم خلال المحادثات، التي انتهت اليوم الثلاثاء على وفق هذا التوقع. ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم سيعتبرون الموافقة على الاجتماع مرة أخرى لإجراء مزيد من المحادثات الجوهرية ربما في بداية العام المقبل علامة على التقدم وهو ما يعزز تشخيصنا .

وتريد القوى الغربية أن تعلق إيران تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن ينتج وقوداً لمفاعلات الطاقة النووية أو توفير المادة اللازمة للقنابل إذا خصب إلى مستويات أعلى. ولكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال إن هذه القضية الرئيسية لن تناقش في جنيف.

وقبل المحادثات قال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن الولايات المتحدة وحلفاءها يتطلعون لمعرفة ما إذا كانت إيران ستدخل المفاوضات

لبدء التعامل مع المخاوف الدولية من برنامجها النووي بجدية ".

وسئل سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين لدى وصوله الى جنيف عما إذا ما كان متفائلا بشأن الاجتماع فقال "الأمر كله متوقف على موقف الطرف الآخر".

وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قد كشف أمس الاول الأحد أن بلاده ستستخدم مسحوق مركزات اليورانيوم، أو ما يعرف "بالكعكة الصفراء" المنتج محليا للمرة الأولى، في منشأة نووية رئيسية مما يخفض من اعتمادها على وارداتها من المكونات الرئيسية للوقود النووي وكان من الواضح حتى قبل صدور هذه التصريحات ان جوا من الشكوك يخيم على الجميع ونوعا من التحدي تمارسه ايران للمجتمع الدولي يوتر المناخ العام للاجتماعات ..

واستهدف توقيت هذا الإعلان على ما يبدو إظهار تصميم طهران على مواصلة خططها النووية.

وقال صالحي إن طهران ستشارك في المفاوضات "بقوة وعزم" وأصر على أن المحادثات في صالح الدول الأخرى كي تسمح لها بإيجاد مخرج من المأزق السياسي الذي خلقته بالضغط على إيران ، من جانبها قالت زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي تعليقا على مجريات الامور في اجتماعات جنيف ، انها خطوات لاجدوى منها ، وهي تشكل منح المزيد من الفرص للنظام الايراني من اجل الاستمرار بالتسلط على رقاب الشعوب الايرانية المغلوبة على امرها ، ومن شانها فسح المجال لهذا النظام لنتهديد المنطقة والعالم بتصنيع القنبلة الذرية .

في حين قال نجاد برعونة وتحد اهوج كعادته :ان البرنامج النووي لبلاده لا يقبل النقاش.

ورأس وفد ايران أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ، فيما رأست وفد الدول الست الكبرى منسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

وكانت إيران استبقت المفاوضات بالتأكيد أنها لن تتخلى عن حقوقها التي تدخل في إطار القوانين الدوليه و التزاماتها حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

وانطلقت المحادثات التي استمرت يومين بين جليلي وآشتون بحضور ممثلين عن الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا".

ومن جانبها، بادرت الولايات المتحدة بالتأكيد على أن الأولوية ستكون لقضية النشاط النووي الإيراني لإشراك إيران في منهج لبناء الثقة على مراحل، وللتأكيد على أن إيران لا تسعى لإنتاج سلاح نووي.

ويضيف صالحي انه تم تسليم أول كمية من الكعكة الصفراء من مدينة بندر عباس لموقع أصفهان النووي. وبالطبع تجري العملية بكاملها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب في محطات الكهرباء، ويمكن تخصيبه لدرجة أعلى ليستخدم كمادة لتصنيع قنابل.

وفي السابق، استخدمت إيران مخزونا من الكعكة الصفراء كانت قد اشترته من جنوب أفريقيا في السبعينات. لكن بعض المحللين في الغرب ذكروا أن مخزون إيران من المادة ربما أوشك على النفاد ونكرر هنا ان كمية من هذه المادة وصلت ايران بعد سرقتها من مفاعل اوزيراك العراقي ..

وقد علق على ذلك الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي مايك هامر، لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي":" قائلا ان هذه الخطوة الإيرانية تثير مخاوف إضافية بشأن البرنامج النووي الإيراني".

وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أنهم غير حريصين على مناقشة الأنشطة النووية التي يقولون إن أهدافها سلمية مما اثار الشكوك سلفا بشان فرص نجاح اجتماع جنيف.

وفي ختام المفاوضات هذا اليوم الثلاثاء تم الاتفاق كما هو متوقع ،على أن تستأنف في يناير/كانون الثاني المقبل في مدينة اسطنبول بتركيا.

وقالت مفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحفي في ختام المحادثات" اتفقنا مع إيران على مواصلة المحادثات نهاية يناير في اسطنبول، ونخطط لمناقشة أفكار عملية وسبل التعاون لمعالجة بواعث قلقنا الرئيسية بشأن المشكلة النووية".

من ناحيته، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن المحادثات قد تثمر فى حالة رفع العقوبات عن إيران!!!

وكانت قد استؤنفت اليوم في جنيف المحادثات بين ايران والدول الكبرى بعد جولتين عقدتا أمس لتحريك الحوار النووي المنقطع منذ 14 شهرا في أجواء متوترة ، خاصة بعد إعلان طهران انها باتت تتحكم بكامل دورة انتاج الوقود النووي.

ووصف المساعد الاعلامي لامين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني عضو الوفد النووي المفاوض ابوالفضل ظهره وند محادثات بلاده مع دول مجموعة (5+1) ب "الايجابية والمتقدمة".

وقال ظهره وند في تصريح لوكالة الانباء الايرانية نشرته اليوم ان "المحادثات المكثفة التي جرت امس في العاصمة السويسرية جنيف في اطار جولتين كانت ايجابية ومتقدمة الامر الذي حظي بالاتفاق من قبل جميع الوفود المشاركة في المحادثات".

واضاف "سنعمل في الجولة الثالثة التي ستعقد اليوم بشأن اطار المحادثات التي ستتم متابعتها في المستقبل والذي يشمل مختلف الموضوعات من بينها الموضوع النووي الايراني".

وتابع ان ""."الموضوع الآخر الذي تم تأكيده في اجتماع امس هو ان الحقوق النووية للشعب الايراني غير قابلة للتفاوض".وصرح مساعد المفاوض الإيراني علي باقري الاثنين لموقع التليفزيون الايراني انه لا يمكن الدول الأخرى التدخل في الشئون النووية الايرانية.

وتشكل مسألة تخصيب اليورانيوم منذ عدة سنوات صلب صراع القوة بين إيران والمجموعة الدولية التي تشتبه في سعي طهران لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني ومن الواضح ان فشل اجتماعات جنيف سببه انها لم تناقش اهم نقطة في المطالب الدولية وتتعلق بايقاف تخصيب اليورانيوم المسالة التي اصرت ايران على عدم الخوض فيها كما راينا ،.

وتنفي إيران أن تكون لها أية أغراض عسكرية وتواصل منذ سنة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% الذي ارتفع إلى 3183 كلغ مقابل 1580 كلغ في تشرين الاول/ اكتوبر 2009.

وتأمل الدول الكبرى في أن يكون تشديد العقوبات على إيران في حزيران/ يونيو في الامم المتحدة وعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الاحادية الجانب، سترغم إيران على شيء من التنازل.

لكنني على وفق متابعتي سلوكيات النظام في هذا المضمار اؤكد ان سياسة حافة الهاوية التي يتبعها النظام في تعامله مع الارادة الدولية بشان ملفه النووي ستستمر واحسب ان تصريحات نجاد بامكانية تحقيق تقدم في اية مفاوضات مع ايران بهذا الشان اذا ما الغيت العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على ايران ، دليل على صحة ما اقول فخي تقول بصريح العبارة ان هناك مجالا واسعا للمساومة على الموقف الايراني الذي يتظاهر بالتشدد ، فالنظام يختنق تماما من ضيق حبل هذه العقوبات الملفوف على عنقه لكنه يكابر كي لا يجبر على اي تنازل بل كي يقلب الطاولة على راس المجتمع الدولي ليعكس الموقف ويرغم الجميع على التنازل لرغباته ، وفي رايي فان مزيدا من العقوبات سيجبر في نقطة محددة من تراكمها النظام الايراني على قلب الصفحة والانصياع الى ارادة المجتمع الدولي وعندها سيبدأ مسلسل التراجعات الذي لن يتوقف الا بانهيار النظام كله وقراءة صفحة التغيير الامر الذي سيسعد الشعوب الايرانية ودول الاقليم والعالم كله .